الثلاثاء، 11 أغسطس 2020

العمل

هو من مظاهر الحياة ، فبدون العمل تتحول الحياة إلى سكون وجمود بل إلى موت . شجعت الشريعة الغراء ونصوص الكتاب والسنة على العمل في مواضع كثيرة ، حيث ربطت الحياة الطيبة وجعلت من اشتراطاتها (الإيمان) و(العمل الصالح) العمل الذي شجعتنا عليه الشريعة مفهوم واسع وشامل ، فهو عمل للآخرة والنهوض بالعبادة والتقرب إلى الله من صلاة وصيام وزكاة ومناسك وأعمال يبتغى بهى مرضاة الله تبارك وتعالى وهو كذلك عمل للدنيا والسعي في الأرض ( فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ ) والحث على الكسب الحلال من تجارة أو صناعة أو زراعة ونحوها ، وأكد على حسن الأداء والإتقان وإعمال العقول لاستخراج منافع الأرض وتطويعها والكفاءة والجودة والإحسان، وكذلك حث على العطاء وفعل الخير والقيام بالأعمال الصالحة والأوقاف ووالأعمال الإغاثية ومساعدة المكروب وتحرير الرقاب (فَلاَ اقتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ* فَكُّ رَقَبَةٍ* أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ) .. 

والإسلام حينما حث على العلم أوجب معه العمل به ، وهنا نجد العلاقة بين العلم والعمل ، بين النظرية والتطبيق ، بين الرؤية والفاعلية .. جاءت الكثير من التعاليم أن العمل بالعلم هي أحد البنود التي يسأل عنها الرجل في الآخرة .. فهنا ندرك أن العلم بحد ذاته مسؤولية ملقاة على عاتق الإنسان .. وترك العمل الواجب ذنب يجب التوبة وتصحيحه.. وقد قال بعض العلماء (أن ترك المأمور به أعظم عند الله من فعل المنهي عنه).

أمتنا تعاني من البطالة فهي لا تنقصها الطاقات إنما تعطلت تلك الطاقات بقلة الفرص من ناحية وشيوع روح الكسل والانغماس في الملذات من الناحية الأخرى..

العمل مظهر من مظاهر الحضارة الإنسانية وهو مقياس ومعيار يوزن به تقدم الأمم وتخلفها، ونحن كمسلمين نمتاز عن باقي الأمم أن جميع أعمالنا و أنشطتنا متمحورة حول الهدف الأسمى وهو عبادة الخالق جل وعلا والسعي إلى محبته. 

(قلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)..
(وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق