الأحد، 26 يناير 2020

عوداً على بدء




وليس لي من أشكيه إلا هذه الصفحات، لقد أرهقني النظر وتهت في بيداء الفكر.. وأنا أبحث جاهداً عن طرف موضوع يصلح لأن استهل به العودة للمدونة.. لدي موضوعات كثيرة ممكن أن أطرحها والعديد من الأفكار المتطايرة هنا وهناك .. لكنه كما يقال:

تكاثرت الظباء على خراش
فما يدري خراشٌ ما يصيد!

لقد أصابتني (متلازمة الورقة البيضاء).. وقد شرحت ذلك الداء العياء في مقالة لي سابقة .. رابط 

يقولون إذا بدأت أي عمل يحتاج إلى تفكير فعليك بالعصف الذهني [ عملية ذهنية يتم فيها توليد أكبر عدد من الأفكار مهما كانت دون تدقيق بغية تحفيز الذهن على الحركة وإنتاج الأفكار ] ، وقد فعلت هذا فما زادني إلا رهقاً .. فإني أحوج ما أكون إلى لملمة الأفكار وتركيزها وتوضيحها.. 

في هذه الفترة التي انقطعت فيها طويلاً عن الكتابة في هذه المساحة.. حدثت أحداث كثيرة واستجدت أمور وأمور فآخر دخول لي كان في يونيو 2018 أي ما يزيد عن السنة والنصف ..
الله! ما أسرع هذا العمر وما أسرع هذه الأيام..

وقد كنت هذه الفترة في شغل شاغل .. لم يصف فيها ذهني حتى أستعد لكي افرغه للاستمرار في هذه المدونة.. قد أشغلني طلب الرزق والتردد بين أعمال كثيرة ، وقد دأبت في الزواج وإحصان نفسي شأني شأن أي واحد في مثل عمري .. وأحمد الله أني وصلت إلى ما أريده من الوظيفة وإنشاء البيت والزواج.. وقد كنت وقتها -لمحبتي الشديدة للقلم- أكتب لنفسي في مذكراتي الخاصة حتى سودت عدة كراريس.. وقد كان ذلك الكلام أبعد ما يكون عن التنميق والتزويق والتحلية والتطرية .. وما كتبته إلا لنفسي .. أناجيها وأبثها همومي وتباريحي..

وكنت في هذه المرحلة أكتب بصورة متقطعة في وسائل التواصل البرنامج الشهير تويتر.. وتطبيقان آخران (الباث) و (الميوي) .. وهما تطبيقان تواصلين ضما مجموعة من أعز الأصدقاء .. نناجي بعضنا ويبث كل منا ما يعتمل بذهنه وذاكرته .. فقد تجد الموقف الطريف.. أو النكتة.. أو السماجة [ والسماجة بلغتنا المحكية: الطرفة ثقيلة الظل وهي مضحكة لثقل ظلها لا غير] أو الفائدة النافعة.. أو عرضاً لكتاب.. أو تداولاً لصورة باذخة الجمال.. أو مشاركة لمواد مرئية.. أو خاطرة المبدعة.. وهذه التطبيقات مع جمالها وفائدتها حيث يفيد الإنسان ويستفيد.. ويُلقي الكلفة عن نفسه ويبث فيها همومه .. إلا أنها تشغل الذهن وتشتته وتأخذ من الأعمار فما يشعر الإنسان إلا وقد قضى ساعة أو ساعتين في اليوم الواحد! الله لا يشغلنا إلا في طاعته..!

قد  انكبت في هذه المرحلة على القراءة المتواصلة.. ولست من ذلك النوع ممن يوصف أحدهم بالقارئ النهم.. ولكني حرصي على القراءة بصورة منتظمة ومستمرة يرضي ضميري إلى حد كبير.. و أقرأ بشكل منهجي ومؤطر بعيد عن العشوائية والارتجالية.. حتى نلت قسطاً طيباً من المعرفة ولا يزال الطريق الذي قطعته قصيراً مقابل ما أستقبله مما زورت في نفسي أن أبلغه ..

وقد صرفني عن هذه المدونة كذلك قلة القراء.. فقد كانت تصلني قبل هذا ردود طيبة من الأصدقاء والأهل والمعارف.. لكني في غالب المقالات شعرت أني أكتب لنفسي ولا أحد يقرأ أو يتداول تلك المقالات.. وكان ذلك مما سحبني للتقاعس عن النشر واقصرت على الكتابة في كراريسي الخاصة .. وفي تطبيقات (التيك أواي) المأهولة (بالقراء) ..

وقد حدثتني نفسي الأمس وحدثتها وناظرتها وناظرتني وجادلتها وجادلتني جدالاً شديداً وطال بيننا النقاش، فعزمت في نهاية تلك الجلسة المطولة أن أحسم الأمر فيما بيني وبينها أعود إلى هذا المكان .. إلى المدونة الأثيرة.. وقرائها الأحباب -وإن قلوا- ففيهم البركة..

ها قد عملتها وكتبت المقالة الأولى .. فباركوا لي فما كنت أظن أني سأكتب هنا حرفاً.. ولا شعرت إلا قد اكتملت المقالة التي سأستهل بها مدونتي للمرة الثانية، طابت أوقاتكم. 


هناك تعليقان (2):

  1. لا أخفي عليك إني لا أحب بعض أفكاركم أنتم "أصحاب التوجه الإسلامي السلفي" ولا أطيقها أبداًولكن سنظل إخوة بالدين والوطن , و نتعلم من بعضنا ونقرأ لبعضنا ونأخذ ونُعطي لأن هدفنا واحد وهي نشر الفكر والمعرفة لأجل الثورة النهضوية لامتنا.
    حتى وإن لم يكن هنا أي أحد ليقرأ ما تكتبهُ, عليك بالكتابة ولاتنس قوله تعالى
    -فأما الزبد فيذهب جفاءً وأمّا ما ينفع الناس فيمكث في الأرض- ولو طال الزمان على مدونتك هنا ستُحفظ وستٌقرأ إن شاء الله.

    ردحذف
  2. أهلاً بك يا نورة..
    يسعدني متابعتك وقراءتك..
    أما أنا العبد الضعيف فلا أضع لنفسي خانة أدس نفسي بها.. ولا تصنيفاً أحشر نفسي من خلاله ..
    حسبي أني مسلم.. وأعتمد التفكير الحر المستقل الذي يبحث ببساطة عن الحقيقة وينصرها..
    وكل مسلم هو أخي وأعتز بأخوته.. فأهلاً بكم وحي هلاً

    ردحذف