الأربعاء، 14 فبراير 2018

Undo

قبل استعمال الكاميرا الرقمية كان الاستعمال للكاميرا ذات الأفلام، حيث يكون على المصور العناية الشديدة بالتقاط الصورة لأن الخطأ بالتقاطها سيكلفه، سعر الفلم ووقت التحميض وربما فوات فرصة الإلتقاط. أما اليوم فالكاميرا تلتقط صور بلا تكلفة الورق ولا تكلفة التحميض فبإمكانك التقاط ألف صورة وحذفها بسهولة!

قبل اكتشاف أقلام الرصاص كانت الكتابة مهارة فائقة، حيث إن على الكاتب حتى يكتب صفحة خالية من الأخطاء فعليه أن يعتني بكتابته حرفاً حرفاً وإلا أضاع وقته وأضاع الحبر وأضاع سعر الورق الثمين!

في السابق قبل دخول الكمبيوتر في طباعة المنشورات والكتب كان على الكاتب أن يحرص في كل نقرة يكتبها ، لذلك كانت الطباعة تستدعي مهارات خاصة ونادرة تجمع بين الدقة والتركيز والسرعة، أما اليوم فيمكنك بسهولة كتابة كلمة ثم مسحها، أو عمل (تراجع) ويمكن إبدال كلمة مكان كلمة وإلصاقها، وإضافة كلمة بين السطور!.

كل هذا ومع الفائدة والسهولة التي يتركها، إلا أن مهارات في الدماغ ستصاب بالترهل والضمور، وسينعكس هذا على مظاهر أخرى في الحياة، نحن نحتاج حتى نعيش بصورة صحيحة إلى الدقة في الأعمال، والحرص على الجودة والإتقان، والمسؤولية التي تجعلنا نشعر أن الخطأ سوف ينطبع في ذواتنا وعلى ذاكرة من حولنا، نحتاج أن ندرك أن كثير من فرص الحياة لا تتكرر، وأن بعض الجراح لا تندمل، كل هذه الأفكار بدأت بالضمور لأن التقنية والأدوات التي نستعملها يوماً بعد يوم لا تقول هذا، فبإمكانك عمل الخطأ ألف مرة لأنك تستطيع تصحيحه غداً أو أنك ستدعه (للتصحيح التلقائي)!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق