الخميس، 8 فبراير 2018

الكتابة اليومية

بدأت منذ عشرة أيام بممارسة الكتابة بصورة يومية، سقط منها يومان على ما أذكر والفكرة وراء ذلك هو جعل الكتابة كما هو الشأن في القراءة قطعة من الروتين اليومي، بصورة تضمن الاستمرارية في المشاركة والعطاء. وحيث محاولة للانتقال من موقف المتلقي إلى موقف المشارك والمتفاعل مع ما يقال ويكتب.

كنت قبل هذه الأيام العشرة أنظر للتدوين في هذه المساحة نظرة مختلفة قليلاً، حيث كنت أتعامل مع التدوينة الواحدة كما أتعامل مع (مشروع بحثي)، إن ذلك الأسلوب الذي اتبعته على ميزاته التي لمستها من الاطلاع على العديد من المراجع إلى أنه لون شاق من الكتابة، وربما كان من المبالغة في جعلي تلك الطريقة شرط لكتابة جميع التدوينات، وأسفر عن هذا بطئ الكتابة في الموضوعات المختلفة والعرق في التفاصيل الكثيرة، وتأجيل البحث وبالتالي قلة الإنتاجية، وما يتبعها من إحباط وانقطاع.

لن يتوقف الكتابة على النمط البحثي لكنه سيقل جداً، وسأجعل مساحة المدونة مخصصة للمقالات الحرة، التي تشبه أعمدة الرأي في الصحف، حيث أدون عن الرؤى والأفكار والإقتراحات والنقودات التي أشعر أن الحاجة إلى طرقها قائمة وتسليط الأشعة عليها، وبعد ذلك مساحة قريبة  للتنفيس عن النفس وبث الهموم على الورق بنمط أدبي شاعري في قسم (المتنفس الأخير).

الكتابة اليومية ليست بالشيء السهل ، والاستمرار بها أكثر صعوبة وتحدي، فوضعت نفسي أمام تحدي الاستمرارية حتى تدخل الكتابة ضمن جدولي اليومي.

أشارك روابط المدونة باستمرار، وهذا لا يجعل المدونة تخرج عن كونها كشكول شخصي لا يستهدف الظهور والانتشار الكبير، فغالب القراء هم من الأصدقاء في وسائل التواصل، فلو كتبت المقال وقرأه مجموعة منهم أعتبرت أني حققت الغاية مما أفعل.

أيضاً أجعلها ساحة للتدريب على فنون القلم والكتابة والسرد ، وربما سأغامر بالكتابة في فنون لم يسبق لي الكتابة فيها.. ربما تنفد الأفكار في منتصف الطريق، فألجأ إلى مشاركة اليوميات والملاحظات التي شاهدتها في اليوم.

الحافز للكتابة اليومية ذاتي بالمقام الأول، فمن النادر أن يحصل تفاعل مع ما يكتب على خلاف الشأن حين تكتب تغريدة، لذلك لا أتوقع ولا أعول  كثيراً على رجع الصدى أو تفاعل بصورة معينة أو متابعة عدد الإعجابات، فالتدوينات سوف تكتب على أية حال بصورة يومية، ثم تعرض كائناً ما كانت درجة التفاعل معها، هكذا وببساطة.


للكتابة اليومية فوائد كثيرة فهي تبقي علاقتك مع المطالعة والقراءة حية ومستمرة، لأنك تحتاج إلى روافد تسقي القلم، وتفيد في تركيز الأفكار ونحتها وتجليتها، وتفيد فيما يسمى بالإستخراج بما يعني استخراج مكنونات النفس على شكل كلام شاعري، كمحاولة للتعبير عما يعجز اللسان عن التعبير عنه، والله المعين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق