الخميس، 1 فبراير 2018

المنحدر الزلق

أحد الأخطاء التي نمارسها أثناء التفكير، وأثناء الحوار في بعض الأحيان ما يسمى بمغالطة المنحدر الزلق وتعني هذه المغالطة أن فعلك لشيء ما سيفضى إلى وقوع أمر آخر وهذا الأمر يؤدي إلى وقوع أمور كثيرة متسلسلة تنتهي بحصول كارثة ويكون تسلسل تلك الأمور تسلسل تعسفي ونادر التحقق، وعلى سبيل المثال حينما تسأل أحد الأصدقاء إقراضك مبلغ من المال فلنقل 20 ريال، فيقول لك : إذا أقرضتك الآن 20 ريال فستأتي إلي مرة أخرى تسألني مئة ثم تأتي مرة أخرى تسألني ألف ثم ستسألني مئة ألف، ثم تعجز عن سدادها فأرفع عليك قضية في المحكمة، ثم ستدخل السجن، ثم لن يجد أبناءك من يربيهم ثم سينشؤون نشأة سيئة تنتهي بهم أن يكونوا مجرمين! وهكذا يقوم بافتراض أسوء الاحتمالات وإغفال الاحتمال الأقرب الذي سينتهي بإعادة ال 20 ريال إليه في الغالب، أو على الأقل في حال عدم إرجاعها لأي سبب سيمتنع عن تسليفك في المرات القادمة بكل بساطة، ومع طرافة هذا المثال إلا أن استخدام أسلوب المنحدر الزلق ليس نادراً في طريقة تعاطينا مع كثير من الأمور.

وفي الحقيقة لا يوجد مبرر منطقي لوقوع تلك السلسلة من الأحداث إلا الأثر العاطفي المستفاد من الخوف، وتستعمل عندما يعوز الرافض الحجة لرفضه بربط فعل ذلك الأمر بسلسلة من الأمور الافتراضية السيئة التي تقود إلى حصول كارثة أو نتيجة غير مرغوبة.

ولا يدخل تحت هذا المفهوم تلك الأمور التي نعلم على وجه التأكيد أنها تؤدي إلى وقوع ما هو سيئ، أو تلك التي ثبت لدينا أن احتمال وقوع الأمر السيئ فيها هو الاحتمال الأقرب بين الاحتمالات، فهنا يكون رفضها هو الأمر الأكثر منطقية، لكن المقصود هو افتراض أمر لا علاقة له بالموضوع أو وقوع الاحتمال فيه ضعيف جداً، مع وجود احتمالات أخرى جيدة وأكثر قوةً.

إن التفكير على نمط المنحدر الزلق يفوت على الإنسان والمجتمع الكثير من الفرص، ويفوت أيضاً مواكبة المستجدات والوسائل المفيدة، كما أنه يضيق نطاق الحركة والفعل بدون أي مبرر، مثل تلك المرأة التي ترفض احضار الخادمة لمساعدتها على أمور المنزل خشية أن تقوم بسحرها، أو ذلك الذي يرفض السفر خشية وقوعه في مشكلة أمنية، أو المثال الذي نعرفه جميعاً وهو مثال المطبعة وكيف رفض المسلمون في عصور الجمود استخدام الطباعة بحجة أنها تفضي إلى طباعة القرآن الكريم ومن ثم سيقع تحريف في القرآن جراء الخطأ في الطباعة ، وقد تطبع بهذا الطابعات كتب منحرفة وتروج على الناس وتساهم في إفساد أخلاقهم وعقائدهم، ولو أنهم قاموا بالتفكير بعقلانية حيث يصبح التعامل مع هذا المخترع الجديد بتوقع الإيجابيات والسلبيات سيجدون أن السلبيات ستكون لا شيء مقابل تسهيل المطبعة لنشر المعرفة والعلم والاطلاع وخدمة العلوم الشرعية والإنسانية والتطبيقية على حد سواء مما يؤدي إلى نهضة.


نختم بطرفة، يقولون كان الرجل واقفاً بباب بيته حين سأله أحد المارة عن الوقت؛ فقال: عفواً لا يمكنني إجابة سؤالك! الشاب: ولكنك تحمل ساعة يا عمّ .. فلماذا لا تجيب؟! الرجل: لأنك بعدما أجيبك ستشكرني .. ثم سأدعوك لتناول فنجان قهوة في بيتي والذي ستعدّه ابنتي الشابة.. وسيعجبك مذاق القهوة كما سيبهرك جمال ابنتي .. وستطلبها للزواج .... وأنا لا أزوج ابنتي شاباً لا يحمل ساعة ولا يقدّر قيمة الوقت!

هناك تعليق واحد:

  1. Titanium Pot and pans, made of steel - The
    Titanium Pot samsung galaxy watch 3 titanium and citizen promaster titanium pans are made of steel, wood, ford edge titanium and aluminum. They are titanium cup made does titanium set off metal detectors with iron and shaped like a poker. · These are the iron plating in this

    ردحذف