تبلُّد


كانت تنظر إلى قهوتها السمراء ..
تحدق بها ..
ترى انعكاس أنوار السقف وشيئاً من جدائل شعرها ..
وفقاعات على ضفاف القهوة .. تعانق جدار الكوب الأبيض ..
كانت الفقاعات تظهر وتختفي وتدور ..
بدت كأنها تمثل مسرحية (الغليان المجهري) .. على شكل هلال تتوسطه ظلمه ..

همت باحتساء القهوة لعلها تعيد الإحساس الذي تبلد ..
ولعلها تفجر المعنى من تحت جرت القلم ..
وتستطنق الموسيقى من همس المكان ..

قربت الكوب من شفتيها .. شمت القهوة .. لا رائحة! ..
ارتشفت من هذا الأسود .. لا طعم! ..
كان مجرد مشروب أسود ساخن .. يملأ حلقها مرارة ..

فمنذ أن رحل والدها ..
لم تعد القهوة هي القهوة ..
ولم تعد الموسيقى هي الموسيقى ..
ولم يعد القلم هو القلم ..

..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أمام النافذة

القراءة العمودية

التنظيم العضوي